مايكروسوفت تخسر 150 مليار دولار من القيمة السوقية.. ما السبب

سجل قطاع الحوسبة السحابية في “مايكروسوفت” (Microsoft)، نموًا أقل من توقعات “وول ستريت”، حيث واجهت الشركة صعوبة في تلبية الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي.
رغم أن مجموعة البرمجيات “مايكروسوفت“، التي تتخذ من سياتل مقرًا لها، فاقت توقعات المحللين من حيث الإيرادات، وصافي الدخل للربع المنتهي في ديسمبر، إلا أن أعمالها السحابية، بما في ذلك منصة الحوسبة السحابية “Azure”، جاءت دون التوقعات بفارق طفيف.
انخفاض أسهم “مايكروسوفت” 4% بسبب الأعمال السحابية
وأدت النتائج المخيبة في قطاع الأعمال السحابية إلى انخفاض الأسهم بأكثر من 4% في التداول بعد ساعات العمل في نيويورك، مما ترك الشركة على شفا خسارة نحو 150 مليار دولار من قيمتها السوقية
وحقق قطاع الحوسبة السحابية الشامل في “مايكروسوفت”، زيادة بنسبة 21% في الإيرادات مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 40.9 مليار دولار، وهو أقل من التوقعات التي أشار إليها استطلاع بلومبرغ الذي بلغ 41.1 مليار دولار.
وبالرغم من نمو إيرادات خدمات الذكاء الاصطناعي في “Azure”، بنسبة 157% على أساس سنوي، أكدت إيمي هود، المديرة المالية لمايكروسوفت، أن الشركة تتوقع استمرار “التأثير المستمر” للقيود المتعلقة بالأعمال السحابية في عام 2025، حيث تعمل على “معالجة تحديات التنفيذ”، متوقعة أن يتم التغلب عليها بنهاية السنة المالية، وفقًا لفايننشال تايمز.
نتائج “Microsoft” في الربع الرابع من عام 2024
نتائج “Microsoft” في الربع الرابع من عام 2024
وارتفعت إيرادات مجموعة “مايكروسوفت”، لهذا الربع بنسبة 12% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 69.6 مليار دولار، بينما سجل صافي الدخل زيادة بنسبة 10% ليصل إلى 24.1 مليار دولار، متجاوزًا متوسط التقديرات في استطلاع بلومبرغ الذي بلغ 23.5 مليار دولار.
وسجلت “مايكروسوفت”، زيادة بنسبة 67% في الطلب التجاري على خدماتها في هذا الربع، وكان ذلك مدفوعًا إلى حد كبير بالتزامات “OpenAI“.
وأنفقت ” Microsoft”، نحو 22.6 مليار دولار على النفقات الرأسمالية في الربع الثاني، وهو ضعف المبلغ الذي تم إنفاقه في العام السابق
80 مليار دولار لبناء البنية التحتية لمراكز البيانات
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت الشركة أنها ستنفق حوالي 80 مليار دولار في هذه السنة المالية المنتهية في 30 يونيو المقبل، لبناء البنية التحتية لمراكز البيانات التي تدعم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ونشر التطبيقات.
ويأتي هذا الإنفاق الكبير في وقت تتصاعد فيه المخاوف في وول ستريت بشأن شركة “ديب سيك” (DeepSeek) الصينية، التي تدعي أنها قادرة على أداء مهام الذكاء الاصطناعي، بنفس كفاءة الشركات الأمريكية الكبرى مثل “OpenAI”، المدعومة من مايكروسوفت، ولكن بتكلفة أقل بكثير.
انخفاض تكلفة الموارد يعني ارتفاع الطلب
قال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، إن شركة “ديب سيك”، أظهرت “ابتكارًا حقيقيًا”، بما في ذلك محاكاة أداء نموذج o1 الخاص بشركة “OpenAI”، الذي يُروج لقدرتها على الإجابة على أسئلة متقدمة، وعلمية
وتابع قائلاً: “سنشهد أن كل شيء سيتم تحويله إلى سلعة، ويُستخدم على نطاق واسع، والمستفيد الأكبر من هذه الدورة البرمجية سيكون العميل”.
وأضاف ناديلا، أن أحد الدروس المستفادة من التحول إلى الحوسبة السحابية، حيث تقوم الشركات بالاستعانة بمصادر خارجية لمعالجة بياناتها عبر خوادم خارجية، هو أنه مع انخفاض تكلفة الموارد، يرتفع الطلب.
أضاف: “التحسين يعني أنه سيكون موجودًا في كل مكان”.
الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي
كانت شركة البرمجيات العملاقة، واحدة من المستفيدين الرئيسيين من طفرة الذكاء الاصطناعي، بفضل الطلب المتزايد على خدماتها السحابية، والحماس الكبير بشأن شراكتها التي تبلغ قيمتها 13 مليار دولار مع ” OpenAI”، مما دفعها للانضمام إلى نادي صغير من الشركات التي تتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار.
وتدعم نماذج “OpenAI”، روبوت الدردشة “Copilot” من مايكروسوفت، ويتوفر نموذج اللغة الكبير الخاص بها للعملاء عبر منصة الحوسبة السحابية “Azure”.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة عن تغيير في هيكل صفقتها مع “OpenAI”، لتمكين الشركة الناشئة من استخدام خدمات الحوسبة السحابية الخاصة بالمنافسين، لكنها احتفظت بحق الرفض الأول
وتم تسمية ” Microsoft”، فقط كشريك تقني في هذا المشروع.