الغيص: تأمين إمدادات النفط مسؤولية عالمية تتطلب استثمارات ضخمة
اقتصادنا – دبي
أكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة “أوبك“، على أهمية الاستثمار في صناعة النفط لضمان مستقبل الطاقة العالمي، مشيرًا إلى أن التعاون الدولي ضروري لتحقيق التوازن بين أمن الطاقة وحماية البيئة.
ورأى الغيص في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” أن صناعة النفط تواجه تحديات كبيرة، مثل تزايد الطلب العالمي على الطاقة، والضغوط البيئية، والتغيرات في سلوكيات المستهلكين، معتبرًا أن هذه التحديات تتطلب استثمارات كبيرة في جميع أنشطة الصناعة النفطية، من التنقيب والإنتاج إلى التكرير والتسويق.
وشدد الغيص على أن هذه المسؤولية ليست فقط على عاتق الدول المنتجة للنفط، بل هي مسؤولية مشتركة مع الدول المستهلكة
ونقلت “وام”، عن الأمين العام لـ”أوبك” قوله إن زيادة الاستثمارات في صناعة النفط تأتي في ظل زيادة الطلب العالمي على الطاقة، إذ يحتاج قطاع التنقيب والاستخراج استثمارات تقدر بنحو 11.1 تريليون دولار وقطاع التكرير والتصنيع حوالي 1.7 تريليون دولار، فيما يتطلب قطاع النقل والتسويق تخصيص استثمارات بـ 1.2 تريليون دولار وذلك بحلول عام 2045.
واعتبر الغيص أن تأمين الإمدادات اللازمة من النفط التي يحتاجها العالم يتطلب ضخ مزيد من الاستثمارات في مختلف أنشطة الصناعة النفطية، وذلك في ظلّ الزيادة المتوقعة في الاستهلاك العالمي للطاقة، والتي تُشكّل ركيزة أساسية لمواصلة زخم النمو الاقتصادي العالمي.
وتُشير التوقعات إلى أنّ الطلب العالمي على الطاقة سينمو بنسبة 23% من الآن وحتى عام 2045، ممّا يُؤكّد على أهمية الاستثمار في هذه الصناعة لضمان تلبية هذا الطلب المتزايد
وقال إن الدول الأعضاء في المنظمة تلعب أدواراً قيادية مهمة في العديد من القضايا الحاسمة التي تهم العالم أجمع لإيجاد حلول واقعية ومسؤولة وشاملة لا سيما قضايا التغير المناخي وتحول الطاقة.
وأوضح أن المنظمة وأعضاءها شاركوا في المفاوضات المتعلقة بالتغير المناخي بعد أن حصلت على صفة مراقب في مؤتمرات الأطراف “COP”، وذلك نتيجة لإيمان الدول الأعضاء بمدى أهمية هذه المسألة على العالم.
وأشار الغيص إلى أن جميع الدول الأعضاء في “أوبك” تقوم بشكل مستمر بالإعلان والتنفيذ لمبادرات ومشاريع فعالة لدعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات. موضحًا أن الدول الأعضاء تستفيد من مواردها الطبيعية المتنوعة والخبرات التي اكتسبتها عبر السنين، خاصةً في قطاعي النفط والطاقة، وتقدم استثمارات هائلة من أجل تطوير التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة التي تسهم بدورها في خفض الانبعاثات
وأكد الغيص أن دور البترول الحيوي لا يقتصر على كونه مصدرا رئيسيا هاما للطاقة، بل إن النفط ومشتقاته تدخل في صناعة أشكال الطاقة الأخرى مثل الطاقة المتجددة. وأضاف أن النفط الأساس في تزويد هذه الصناعة بالمواد الأولية التي تحتاجها صناعة توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى بطاريات أيونات الليثيوم التي تستخدم في السيارات الكهربائية.
وأشار الغيص إلى أن استخدامات البترول ومشتقاته تسهم بتيسير الحياة اليومية حول العالم. ولذلك، تبرز أهمية الصناعة النفطية والاستثمار فيها وتطويرها مع الاهتمام البالغ بالمعايير البيئية.
وختم الغيص بالقول أن الأمم المتحدة أشارت مؤخراً في أحد تقاريرها إلى افتقاد حوالي 675 مليون شخص في العالم لأي مصدر لتوليد الكهرباء، مما يؤكد على ضرورة ضمان إمدادات كافية من الطاقة للعالم أجمع