أخر الأخبارمنوعات

كهف أبو الوعول.. معلم جديد لتعزيز السياحة البيئية في السعودية

اقتصادنا – وكالات

في قلب حرة خيبر البركانية، شمال شرق المدينة المنورة، يكمن كهف “أبو الوعول”، أطول كهف في السعودية من البازلت، الذي تم اعتماده مؤخرا كوجهة جيولوجية سياحية في المملكة.

يعد كهف أبو الوعول وجهة مثالية لمحبي الطبيعة، حيث يتميز بتشكيلاته الصخرية الرائعة وطبيعته الخلابة، ويمتد الكهف لمسافة 5 كيلومترات، ويضم العديد من الممرات والأنفاق والغرف، التي يمكن استكشافها سيرا على الأقدام أو باستخدام الدراجات الجبلية.

ويعد اعتماد كهف أبو الوعول واجهة سياحية جديدة في السعودية خطوة مهمة في تعزيز السياحة البيئية في المملكة، التي تتمتع بإمكانيات كبيرة في هذا المجال، وتمتلك السعودية العديد من المواقع الطبيعية المميزة، مثل الجبال والصحاري والسواحل، التي توفر فرصًا متنوعة للسياحة البيئية.

ومن أبرز الأمثلة للمواقع الطبيعية التي تمتاز بها السعودية وتوفر فرصا متنوعة للسياحة البيئية كل من جبال عسير المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة وأوديتها العميقة، وصحراء الربع الخالي، التي تعد أكبر صحراء رملية في العالم، وبها العديد من الحيوانات البرية النادرة، إلى جانب سواحل البحر الأحمر التي تتميز بشواطئها.

وتستهدف المملكة رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10%، فضلا عن تحقيق 100 مليون زيارة بحلول عام 2030، لتصبح المملكة من بين أكثر 5 دول تستقبل السياح على مستوى العالم.

نمو القطاع السياحي
وفي السنوات الأخيرة، شهد قطاع السياحة السعودي تطورا ملحوظا، وفقا للأرقام والمؤشرات المتاحة، فإن عدد الزوار الوافدين إلى المملكة قد ارتفع بشكل كبير، كما تم توجيه جهود كبيرة لتطوير البنية التحتية السياحية في المملكة، وتوسيع العروض السياحية وتحسين الخدمات المقدمة للزوار.

وأعلنت وزارة السياحة الشهر الماضي عن وصول إجمالي أعداد السياح، خلال النصف الأول من العام 2023 إلى 53.6 مليون سائح، بواقع 14.6 مليون وافد، و39 مليون سائح محلي، موضحة نمو أعداد الزوار الوافدين في البلاد بنسبة 142%.

وأشارت الوزارة في البيانات الأولية لإحصاءات السياحة التي أصدرتها للنصف الأول من عام 2023، إلى وصول إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية إلى 150 مليار ريال (40 مليار دولار)، بواقع 86.9 مليار ريال من السياحة الوافدة، و63.1 مليار ريال من السياحة المحلية، خلال الفترة نفسها، مؤكدة ارتفاع الإنفاق السياحي المحلي بمعدل 16%، وكذلك زيادة معدل الإنفاق السياحي للوافدين بنسبة 132%.

وتسهم السياحة بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، حيث بلغ حجم الإنفاق السياحي في عام 2019 حوالي 193 مليار ريال (51 مليار دولار)، بزيادة قدرها 4.4% عن عام 2018، كما توفر السياحة فرص عمل للكثير من السعوديين، حيث بلغ عدد العاملين في القطاع السياحي في عام 2019 حوالي 600 ألف عامل، بزيادة قدرها 6.6% عن عام 2018.

وتعد السياحة البيئية إحدى القطاعات الرئيسية التي تستهدفها الحكومة السعودية في إطار جهودها لتعزيز السياحة في المملكة، من خلال إنشاء العديد من الوجهات السياحية البيئية الجديدة، وتوفير البنية التحتية اللازمة لممارسة الأنشطة السياحية البيئية.

ويعتبر اعتماد كهف أبو الوعول واجهة سياحية جديدة في السعودية خطوة مهمة في تحقيق هذه الأهداف، حيث يمكن أن يسهم الكهف في جذب المزيد من السياح إلى المملكة، وخاصة من محبي الطبيعة، كما يمكن أن يسهم في تطوير الاقتصاد المحلي في المنطقة، حيث سيوفر فرصًا جديدة للعمل والأنشطة التجارية.

وتعمل السعودية على الترويج للسياحة البيئية والاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها، كما تسعى إلى تطوير السياحة الثقافية والتاريخية، لاستقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى