هل يتجه لبنان نحو مجاعة؟.. سيناريو قاتم ينذر بكارثة
اقتصادنا 1 يوليو 2020
بعد أسوأ أزمة اقتصادية تضرب لبنان في التاريخ الحديث، فقدت الليرة أكثر من 80 بالمائة من قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول، مع موجة احتجاجات مناهضة للفساد، وأصبح هناك مخاوف من أن البلاد على وشك تكرار المجاعة التي استمرت في الفترة من 1915 إلى 1918، القرن الماضي.
ورغم عقود بلغ فيها سعر الليرة اللبنانية 1500 دولار، يعتمد الناس الآن بشكل موسع على السعر المطروح بالسوق السوداء لمعرفة القيمة الحقيقية للعملة الوطنية “فوق 8 آلاف ليرة”.
وأورد تقرير صدر مؤخرًا عن الأمم المتحدة أنه بحلول نهاية أبريل/نيسان كان أكثر من نصف البلاد يصارع من أجل توفير المستلزمات الأساسية في ظل ارتفاع أسعار الطعام بنسبة 56% منذ أكتوبر/تشرين الأول، وأظهرت نتائج أولية أنه في الفترة بين منتصف مارس/آذار ومايو/آيار، ارتفعت الأسعار بنسبة 50%.
وأشارت صحيفة “تليجراف” البريطانية إلى أن أزمة جائحة فيروس كورونا فاقمت من معدلات البطالة وتراجع قيمة الأجور ومواصلة ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وفي حين يستضيف لبنان نحو مليون ونصف لاجئ، وهي النسبة الأعلى على مستوى العالم مقارنة بعدد السكان، لم يعد اللاجئين وغيرهم من الفئات المستضعفة هم من يقلقون فقط بشأن قدرتهم على إطعام عائلاتهم مع استمرار خروج الاضطرابات الاقتصادية بالبلاد عن السيطرة.
قصص حقيقية
بالنسبة لمحمد (30 عامًا) لاجئ سوري، بالكاد بدا متفاجئًا عندما اهتز هاتفه بتحديث جديد يخبره بتراجع قيمة العملة اللبنانية، وقال وهو يهز برأسه: “رائع، بلغت قيمة راتبي الآن 60 دولارًا.”
خلال الأسبوع الماضي وحده، فقد الريال اللبناني أكثر من 40 بالمائة من قيمته، ويشاهد ملايين الناس مدخراتهم ورواتبهم تختفي مع بلوغ تضخم أسعار الغذاء نحو 200%.
ووقف محمد، الذي كان يعمل معلم اقتصاد، في سوق مخيم شاتيلا للاجئين ببيروت، يحاول أن يحسب تكلفة الطعام الذي سيتمكن من شرائه له ولزوجته وطفليه، ليقرر في النهاية شراء البطاطس من أجل الغذاء.
وأصبحت وجبة الغذاء التي سيتناولها أفراد الأسرة الأربعة مكونة من: ثلاث بطاطس مقطعة شرائح، ونصف ثمرة فلفل أحمر، وبعض الخيار.
وأوضح أنه قبل أزمة الدولار، كان راتبه الشهري من عمله مساعد حر بشؤون الحسابات يكفي من 15 إلى 20 يومًا، أما الآن، يكفي لخمسة أيام فقط، قائلًا: “أعتقد أنهم سيجعلونا نترك وظائفنا بنهاية يوليو/تموز.. نقترض لنأكل من أجل باقي الشهر.”
أزمة لاجئين
وقال مارتن كولرتس الأستاذ المساعد ببرنامج الأمن الغذائي في الجامعة الأمريكية في بيروت إن اللاجئين تمكنوا من تحمل تكاليف بعض الطعام في الماضي من خلال المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
وأشار إلى أنهم “كانوا قادرين على استهلاك بعض العدس، واللبنة، وما إلى ذلك، لكن نادرًا ما كانت الخضراوات والفاكهة صعبة، أما اللحوم فهو أمر غير وارد. الأمر المقلق جدًا هو أن غالبية اللبنانيين يسيرون الآن على مسار مشابه.”
إذا، هل يتجه لبنان لتكرار مجاعة 1915 – 1918 التي راح ضحيتها نصف السكان؟، طبقًا لكولرتس “بالتأكيد”، حيث أوضح أنه بنهاية العام الجاري، “سنرى 75% من السكان يحصلون على معونات غذائية، لكن السؤال هو ما إن كان سيوجد طعام لتقديمه كمعونات.”
وقال إنه خلال الشهور القليلة المقبلة سنشهد سيناريو بالغ الخطورة سيتضور فيه الناس جوعًا، وسيموتون من الجوع، فضلًا عن تداعيات الجوع.
العين الاخبارية