اسواق الخليج

الصندوق السيادي السعودي يتجه باستثماراته إلى كبرى الشركات العالمية

آقتصادنا 16 مايو 2020

بعدما أعلن صندوق الثروة السيادي السعودي في أبريل (نيسان) الماضي، أنه يبحث عن “أي فرصة” للاستثمار ناتجة من “الحطام الاقتصادي” الذي سببته أزمة تفشي فيروس كورونا، أظهر بيان تنظيمي صدر يوم الجمعة 15 مايو (أيار) الحالي، كيفية إنفاق “الصندوق” مبلغ 320 مليار دولار هذا العام، وذلك وفق تقرير لموقع “بلومبيرغ” الاقتصادي نُشر اليوم السبت 16 مايو الحالي.
وكشف “الصندوق السيادي السعودي”، الذي كان حتى خمس سنوات مضت، شركة قابضة للحصص الحكومية في الشركات المحلية، عن شراء حصص بقيمة 827.8 مليون دولار في شركة “بريتيش بتروليوم” النفطية BP Plc، واستثمار بقيمة 713.7 مليون دولار في شركة بوينغ Boeing Co لصناعة الطائرات. بالإضافة إلى المساهمة بمبلغ 522 مليون دولار في كل من شركة “سيتي غروب” للخدمات المالية Citigroup Inc وفيسبوك Facebook Inc في نهاية الربع الأول من السنة الحالية. وتشمل الاستثمارات الأخرى، مبالغ بقيمة 495.8 مليون دولار دُفعت لشركة والت ديزني و 487.6 مليون دولار في “بنك أوف أميركا”.

اقتناص الفرص

وكان محافظ صندوق الثروة السيادي السعودي ياسر الرميان صرح في أبريل (نيسان) الماضي، إن الصندوق ينظر في “أي فرصة” ناجمة عن الدمار الاقتصادي الذي سببته الأزمة. وأضاف الرميان حينها أن الصندوق يتوقع أن يقع على “فرص عدة”، معدداً أسماء شركات عاملة في مجال الطيران والطاقة والترفيه على سبيل المثال.
وذكر أشخاص مطلعون على خطة عمل الصندوق السيادي، إن إدارة الأخير عملت خلف الكواليس، مع تسبب تفشي فيروس كورونا بتعطيل التجارة العالمية ودفع أسعار الأسهم إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، على إعادة تعيين عدد من موظفيه بمهمة إيجاد صفقات مربحة وغير مكلفة في الوقت ذاته لتوسيع محفظته العالمية. وتستند الاستثمارات التي كُشف عنها في البيان الربعي الذي نُشر يوم الجمعة، إلى رهان على أن الشركات العالمية الكبرى ستعود إلى الربحية والانتعاش مع العودة التدريجية لمختلف جوانب الحياة إلى طبيعتها.

حيازات أخرى

وشملت الحيازات الأخرى التي عددها “الصندوق”، استثماراً بقيمة 513.9 مليون دولار في شركة فنادق ماريوت الدولية، وهو أكبر من الاستثمار الذي كشف عنه الصندوق سابقاً في مشغل الرحلات البحرية “كارنيفال كورب” Carnival Corp. وتعاني الشركتان من الإغلاق شبه الكامل في حركة السفر العالمي. كذلك حصل الصندوق على حصة بقيمة 416.1 مليون دولار في شركة الحفلات الموسيقية “لايف نايشن إنترتاينمت” Live Nation Entertainment Inc، التي تواجه حظراً على التجمعات الكبيرة.
كما جمع الصندوق حصصاً من شركتَي، الرمال النفطية الكندية “سونكور إنرجي” Suncor Energy Inc، و”الشركة الكندية للموارد الطبيعية” Canadian Natural Resources Ltd، وذلك بعد الاستثمارات التي كُشف عنها سابقاً في شركات “أكينور آسا” النروجية Equinor ASA و”رويال داتش شل” الهولندية Royal Dutch Shell Plc و”توتال” الفرنسية Total SA و”إيني” الإيطالية Eni SpA.

حركة معاكسة

وتعارضت عملية صيد الصفقات المربحة التي قام بها الصندوق السيادي السعودي مع انسحابات لشركات بارزة مثل شركة “بيركشاير هاثاوي” Berkshire Hathaway Inc التي يملكها وارين بافيت التي أعلنت سابقاً خروجها بالكامل من الاستثمار في أربع شركات طيران أميركية رئيسية. وكشفت “بيركشاير” يوم الجمعة أيضاً، أنها باعت معظم استثماراتها الطويلة الأمد في مجموعة “غولدمان ساكس” Goldman Sachs Group Inc. وقلصت حصصها في شركات استثمارية مثل “جي بي مورغان شايس” JPMorgan Chase & Co. ومن قبيل الصدفة، اشترى الصندوق السعودي حصةً بقيمة 78.4 مليون دولار في “بيركشاير” أيضاً.
يُذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بتوسيع تفويض صندوق بلاده السيادي في عام 2015 ليشمل الاستثمارات الدولية لدعم عملية تنويع الاقتصاد السعودي، ضمن رؤية 2030 التي تهدف إلى خلق اقتصاد متنوع متمتع بنمو مستدام.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى