لأول مرة.. مشرعون أميركيون يناشدون السعودية التعاون بشأن النفط
اقتصادنا 17 مارس 2020
بعث 13 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، بقيادة دان سوليفان وكيفن كريمر رسالة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يحثون المملكة العربية السعودية على وقف الجهود الأخيرة لتعزيز إنتاج النفط مع هبوط أسعار النفط، في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة وبقية دول العالم من الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا “كوفيد-19”.
تأتي الرسالة في مناشدة لولي العهد السعودي لإبطاء بعض الإجراءات التي اتخذتها وزارة الطاقة السعودية، وكان من شأنها وقف ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية.
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ: “بما أن الولايات المتحدة وبقية العالم – بما في ذلك المملكة العربية السعودية – تتعامل مع استجابة الجائحة وتخفيفها والوقاية منها، فإن الأثر الإضافي لأسواق الطاقة العالمية غير المستقرة هو تطور غير مرحب به”.
مناشدة لإعادة النظر
وطلب الأعضاء الـ13 الموقعون على الرسالة والمنتمون للحزب الجمهوري من ولي العهد السعودي السعي لتهدئة الاضطرابات التي انتابت أسواق النفط العالمية، من خلال إعادة النظر في قرارات خفض أسعار النفط الخام السعودي وتعزيز الإنتاج بغرض كبح جماح الذعر، الذي اجتاح الأسواق العالمية، بحسب ما نشرته “بوليتيكو”.
وتضمنت الرسالة “لطالما كانت الولايات المتحدة شريكًا قويًا وموثوقًا به للمملكة العربية السعودية لعقود طويلة. وفي ضوء هذه العلاقة الاستراتيجية الوثيقة، فإننا نعرب عن اهتمامنا لرؤية صدور توجيهات من وزارة الطاقة السعودية لخفض أسعار النفط الخام وزيادة الطاقة الإنتاجية، بغرض التهدئة للاضطرابات في الأسعار في أسواق النفط العالمية، والتي كانت على رأس الأسواق المالية التي تضررت بالفعل”.
وذكروا أن المملكة العربية السعودية هي قوة للاستقرار في الأسواق العالمية.
وحث المشرعون الأميركيون المملكة على تأكيد دورها القيادي البناء تجاه استعادة استقرار الاقتصاد العالمي من خلال تهدئة الاضطراب الاقتصادي في قطاع النفط والغاز في وقت تتصدى فيه البلدان حول العالم للوباء.
لقاء مرتقب
وأبدى المشرعون تطلعهم إلى الاجتماع المقبل مع سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة ريما بنت بندر آل سعود لمناقشة هذه القضايا باستفاضة ولمواصلة الحوار والعمل المستمر على هذه القضية الحيوية.
كانت الأيام القليلة الماضية، شهدت اتصالات من جانب السيناتور سوليفان وزميله كريمر وآخرين بمسؤولي الإدارة الأميركية والسفير الأميركي لدى المملكة العربية السعودية جون أبي زيد لتعزيز موقف أعضاء مجلس الشيوخ الذي يناشد السعودية بالعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار، ووقف الانخفاض الحاد الذي أثار الذعر بين أوساط منتجي النفط حول العالم.
ومن المقرر أن يلتقي أعضاء مجلس الشيوخ سوليفان وكريمر وأعضاء آخرون والسفيرة السعودية في العاصمة الأميركية الأميرة ريما بنت بندر آل سعود لمزيد من المناقشات في نفس الموضوع والقضايا ذات الصلة.
يذكر أن بين من الموقعين نوابا عن الولايات الأميركية الأغنى بالنفط وهي تكساس وألاسكا.
اقتناص الفرص في السوق النفطية
وارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار، اليوم الثلاثاء، مع اجتذاب الانخفاضات الحادة في الأسعار، بسبب وباء فيروس كورونا المستجد وحرب الأسعار بين السعودية وروسيا، لمقتنصي الصفقات المربحة. غير أن المخاوف من الركود مازالت تفرض ضغوطاً على السوق.
وارتفع خام برنت 89 سنتا أو 3% مسجلا 30.94 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش بعد أن ارتفع إلى 31.25 دولار.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4.7% أو 1.36 دولار مسجلا 30.06 دولار للبرميل، متراجعا عن مستوى أعلى سجله قبل ذلك بلغ 30.21 دولار.
وفي هذا السياق، قال كبير الخبراء الاستراتيجيين للأسواق في أكسي كورب ستيفن إينز “يتلقى السوق دعما من مقتنصي الصفقات الحاضرة وتغطية المراكز المدينة”.
بدورها، قالت الولايات المتحدة إنها ستستغل انخفاض أسعار النفط لملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، وتعتزم دول وشركات أخرى اتخاذ إجراءات مماثلة لملء المخزونات.
وعادت إينز لتضيف: “لكن منشآت التخزين تلك تمتلئ بسرعة. وإذا امتلأت بالفعل، وقضت على هذا الطلب فستنهار أسعار النفط أكثر بلا شك وعندها ستضطر الأسواق العالمية لتعليق آمالها على حل الخلاف بين السعودية وروسيا قبل أن نصل لنقطة اللاعودة”.
وقالت أرامكو السعودية إنها ستطبق على الأرجح خطط زيادة الإنتاج لشهر أبريل/نيسان خلال مايو/أيار، مؤكدةً أنها “مرتاحة للغاية” مع سعر 30 دولارا للبرميل.
مرتاحون لسعر 30 دولاراً للبرميل
وقال المدير المالي لشركة أرامكو السعودية خالد الدباغ، الاثنين، إن بمقدور الشركة الاستمرار في ظل سعر تعادل منخفض للنفط.
وجاءت تصريحات الدباغ، خلال مؤتمر عبر الهاتف عن النتائج المالية للشركة لعام 2019.
وجاء في كلامه: “نشعر بارتياح بالغ إزاء سعر 30 دولارا لبرميل النفط”.
وشدد على قدرة الشركة في تلبية تعهداتها بشأن التوزيعات وتوقعات المساهمين حتى في ظل سعر نفط منخفض.
ونوه الدباغ أنه حتى مع ارتفاع الإنتاج، فإن التكلفة للوحدة ستنخفض على نحو كبير.
لا حاجة لدين إضافي
وطمأن المدير المالي لأرامكو السعودية، بأن الشركة ستظل مستعدة للرد على أي أوضاع للسوق.
ويتوقع أن تؤثر زيادة إنتاج النفط على الأوضاع المالية في الأجل الطويل، قائلا: “لدينا التزام بتلبية الطلب المحلي على الوقود”.
وذكر أن لدى أرامكو قدرة ضخمة على الاقتراض، لكنها لا تحتاج إلى دين إضافي.
العربية.نت