لماذا لم تنجح قرارات الفيدرالي الأمريكي في دعم الأسواق؟
اقتصادنا 17 مارس 2020
تمر الأسواق العالمية بأسوأ أداء لها منذ الأزمة المالية عام 2008 بعد أن فشلت حزم التحفيز الاقتصادي التي تكشف عنها البنوك المركزية يوماً بعد يوم لإنقاذ الوضع من الآثار السلبية لتفشي الوباء العالمي «كورونا».
وكانت آخر حزم التحفيز، والتي جاءت مفاجئة ودون توقعات هي الخطوة التي أعلن عنها الفيدرالي مساء أمس في ساعة متأخرة، حيث كشف عن تخفيض معدل الفائدة إلى نطاق يتراوح بين «صفر» و0.25 %، كما أطلق برنامج تيسير كمي بقيمة تقدر بنحو 700 مليار دولار.
ويأتي هذا القرار بعد الاجتماع الطارئ الذي عقده المركزي الأمريكي للمرة الثانية في العام الجاري، بعد أن قلصها بنحو 50 نقطة أساس في مطلع الشهر الجاري.
وبعد الكشف عن ذلك القرار انطلقت التداولات على الأسهم الأمريكية، ولكنه قد تم إيقافها لتجاوز خسائرها 5%، بل وانخفضت العقود الآجلة عن الحد الأقصى المسموح به.
ولم تستطع الأسواق العالمية المجاورة التماسك، حيث هبطت الأسهم الآسيوية بأكثر من 3%، فيما تراجعت الأسهم الأوروبية بنسبة تفوق 10%.
وقال آرون ليزلى جون، المحلل لدى شركة سينشري المالية، إن الأسواق العالمية تراجعت أكثر في جلسة التداول الافتتاحية هذا الأسبوع، حيث فشل نظام الاحتياطي الفيدرالي في طمأنة المستثمرين بشأن الارتفاع الحالي للمصابين بفيروس كورونا خارج الصين.
وأوضح أن غالبية دول منطقة اليورو والولايات المتحدة على وشك أن تكون مغلقة، وفي جميع أنحاء البلاد من المحتمل حدوث انخفاض حاد في أرقام النمو العالمي، وهنا لا تجدي خطط التحفيز المتبعة.
وأشار إلى أنه يبدو أن المؤشرات العالمية قد استبعدت بالفعل هذا الاحتمال، وبدلاً من ذلك كانت تتفاعل بشكل أكثر سلبية مع تخفيض سعر الفائدة الليلة الماضية.
ربما شهدت الأسواق استجابة نظام الاحتياطي الفيدرالي في ضوء سلبي لأن وفرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية لن تجبر الشركات على إنتاج المزيد أو حتى إعادة شراء أسهمها عندما لا يكون هناك طلب على الإطلاق.
وأكد أنه لا بد من أن يصبح سكان العالم أكثر تحفظاً وجعل غالبية مدخراتهم نقداً، وهذا من شأنه أن يجعل الأمور أسوأ للاستثمار في الأسهم.
وكما هو الحال مع أي انكماش آخر أو سيناريو ما قبل الركود الذي من الصعب جداً تحديد مستواه، قال إنه من الأفضل أن يكون المستثمرون الأفراد وصناديق القيمة على الهامش بدلاً من أن ينتظروا أقصى قدر من التشاؤم لإفساح المجال للقليل من للتفاؤل.
وأصبحت توقعات أسعار النفط أكثر تقلباً من أي وقت مضى، حيث إن المنتجين الرئيسين في أوبك وغير الأعضاء منها ليسوا مستعدين للتراجع.
ولفت إلى أن المزيد من الانخفاض في الطلب العالمي على النفط بما يتماشى مع التباطؤ العالمي، وسيناريو الركود الأسوأ من المرجح أن يأخذ النفط إلى منطقة غير مجدولة.
وربما يكون الاتجاه الأكثر إرباكاً حالياً هو الذهب، حيث انخفض بنسبة 9% من ذروة 1703دولارات للأوقية، وأوضح أن ذلك يأتي حتى مع تصحيح المؤشرات العالمية بنسبة 25% منذ ذروتها في فبراير من هذا العام.
وأفاد بأن أحد التفسيرات المحتملة قد يكون ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي التي شوهدت الأسبوع الماضي بسبب الطلب الهائل على الدولار في الخارج.
ومن المحتمل أن يؤدي الارتفاع الحاد الإضافي للدولار إلى ضمان موجة بيع ذعر أخرى للذهب مع دعم فني قوي بالقرب من مستويات 1450 – 1475.
الرؤية