حرب التعريفات تشتعل.. الصين تعاقب شركة الأزياء الأميركية

إقتصادنا – الصين

وضعت الصين شركة “PVH Corp”، المالكة لعلامتي “كالفن كلاين” و”تومي هيلفيغر”، على قائمتها “للكيانات غير الموثوقة”، في خطوة قد تجبر الشركة على إغلاق متاجرها ومصانعها هناك، وذلك كأحد التداعيات المبكرة لحرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية مع الصين.

يمنح هذا التصنيف الحكومة الصينية صلاحيات واسعة ضد الشركة، بما في ذلك فرض الغرامات، ومنع أنشطة الاستيراد والتصدير، وسحب تصاريح العمل، وحرمان الموظفين من دخول البلاد، إلى جانب إجراءات أخرى غامضة عمدًا
يقول مايكل كاي، الشريك في مكتب المحاماة “Squire Patton Boggs”، إن هناك حرب تجارية مستمرة بين الطرفين، والصين تريد أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة بأنها ستتخذ إجراءات تضر بالشركات الأميركية الكبرى أو تلك ذات المصالح الكبيرة في السوق الأميركية
وأضاف كاي أنه من الواضح أن “PVH” تم اختيارها لأنها علامة تجارية معروفة عالميًا.

تمثل الصين 6% من مبيعات “PVH” و16% من أرباحها قبل الفوائد والضرائب لعام 2023، لكنها أكثر اعتمادًا على الصين في التصنيع، وهو ما يشكل تهديدًا أكبر لأعمالها.

وتمتلك “PVH” مصانع ومورّدين في الصين أكثر من أي منطقة أخرى، حيث يمثل الإنتاج في البلاد 18% من إجمالي إنتاجها، وفقًا لإفصاح صادر عن الشركة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي
التحدي الآخر للشركة هو الجودة، إذ يقول يقول نيل سوندرز، المدير العام لشركة “GlobalData” والمحلل في قطاع التجزئة، إنه رغم إمكانية نقل التصنيع إلى بلدان أخرى، فإن الحفاظ على الجودة والعمليات الإنتاجية ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب الأمر وقتًا لاكتساب المهارات اللازمة.

يُذكر أن القائمة السوداء الصينية لا تزال قانونًا جديدًا نسبيًا، وخبراء يقولون إنه غامض عمدًا، مما يتيح للحكومة حرية اتخاذ إجراءات واسعة ضد الشركات المدرجة فيه
قد تختار بكين عدم اتخاذ أي إجراءات حقيقية ضد “PVH”، لكن كاي يرى أن احتمالية هذا السيناريو ضئيلة للغاية، لأن الصين لا تريد الظهور وكأنها تتراجع عن موقفها. ومن المرجح أن تستخدم “PVH” كورقة مساومة ضد إدارة ترامب، أو تجعلها مثالًا واضحًا لما يمكن أن يحدث لشركات أميركية كبرى أخرى مثل “نايكي” و”أبل” و”جنرال موتورز” و”ستاربكس”.

لذا يبدو أن “PVH” ليست سوى ضحية جديدة في تصعيد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، التي لا تُظهر أي مؤشرات على التراجع قريبًا