اسواق الخليج

تعرف على الطريقة الجديدة لصناعة المؤتمرات في العالم

اقتصادنا – محمد تيم
في البداية دعونا نتفق على امر واحد بان الفعاليات والمعارض بشتى انواعها وتخصصاتها الافتراضية ليست منتجة وفعالة عن الفعاليات التقليدية فلا يمكن اغفال دور كل منها عن الاخر لان كل رؤية من هذه الفعاليات لها ميزاتها وخصائصها وايجابياتها الغير موجودة لدى الاخرى لكن اذا استطعنا دمجهم بشكل واحد فإننا سوف نصل الى نتيجة افضل وبفائدة اكبر.
ولابد للاشارة هنا بان المؤتمرات والفعاليات التي تحدث بشكلها الافتراضي كانت موجودة منذ فترة ليست بالقليلة وكان هناك استخدام لها قبل جائحة كورونا لكن بشكل محدود لكن مع جائحة كورونا وبات العمل منزليا وفرض التباعد الاجتماعي شروطه على معظم قطاعات العالم ، تعزز استخدامها بشكل كبير من اجل تسيير اعمالهم لربما تمر هذه الجائحة وتعود الامور الى طبيعتها كما قبل كورونا .

لكن في الوقت ذاته تطل علينا منظمة الصحة العالمية بتوقعاتها عن موجة ثانية للفايروس ، بانها ستكون اشد واقوى من الموجة الاولى وستغزو العالم وان على العالم ان يتعايش مع الوباء لفترة ليست بالقليلة وقد تمتد لسنوات وبهذا يدور في اذهاننا اسئلة محيرة حول التاثير الاقتصادي لهذه الجائحة بشكل عام وعلى قطاع الفعاليات والمعارض بشكل خاص وهل ستعود الامور على ما كانت عليه سابقا قبل جائحة كورونا ام ان التحول الالكتروني قد اعلن احتلاله مكانها وفرض سيطرته عليه .
وعلى ما سبق فقد اخذت شركات الفعاليات والمعارض والتكنولوجيا في جميع انحاء العالم على عاتقها تحمل المسؤولية و مواجهة هذه الازمة التي ادخلت هذا القطاع غرفة الانعاش ووضعت له جهاز تنفس اصطناعي لكنها لم تستلم له ، فقد قامت بابتكار منصات افتراضية ذكية وعصرية للحفاظ على القطاع من التوقف ، فقد ظهرت العديد في دول العالم خلال الاشهر الماضية منصات افتراضية تحاكي الفعاليات والمعارض وقد سخرت وطوعت التكنولوجيا في خدمة هذه الفعاليات وذلك لسد الفجوة التي حدثت ومن اجل استمرارية العمل في هذا القطاع .
لكن في الوقت ذاته يدرك منظمو واصحاب الفعاليات الكبيرة في المنطقة والعالم مدى أهمية المزج بين الاحداث الافتراضية والاحداث الملموسة فلا يمكن استبدال واحدة باخرى ، وهذه الرؤية التنظيمية الجديدة في المزج بين التكنولوجيا البحتة والمادية الملموسة اي (هجين تنظيمي) .
فهنا نقف على عتبة توجه جدد ومرحلة جديدة يجب ان ينتهجها المنظمين والمسوقين في قطاع واسع وهام لانه سوف يكون هو المحور الرئيسي في عالم الفعاليات والمعارض في قادم السنين وقد بدأ فعلا .
فلو عدنا الى الوراء والقينا نظرة متفحصة عن تطور الحملات الدعائية الاعلانية والاعلامية للعلامات التجارية وتسويقها سنجد انها كانت تتمحور حول المطبوعات الورقية والتلفزيونات واللوحات الخارجية (الاوت دور) ، وكانت هذه الاماكن هي الانسب للشركات من اجل تفاعلها مع الجمهور الذي تقوم باستهدافه .
لكن ظهرت فيما بعد وسائل التواصل الاجتماعي واخذت حيزا كبيرا من المساحة الاعلانية والاعلامية لدى الشركات وبات الجمهور يتفاعل معها ، لكننا كمختصين في عالم التسويق طرحنا خطة تسويقية جديدة نراعي بها التطور العالمي وتغيره وتوجه الجمهور اجل الوصول الى حملة تسويقية ناجحة للشركات فكيف يمكننا عمل ذلك ؟
إن الحملات التقليدية نجحت واستحوذت على المشهد التسويقي في الماضي بشكل جيد ، لكن يتوجب هنا على الشركات العالمية واصحاب الماركات التي تسعى للوصول الى الجمهور بان تعيد تقييم استراتيجيتها من اجل الوصول الى المزيج المناسب لحملاتها الدعائية من اجل الوصول الى جمهورها بشكل فعال واكبر ، فهناك جمهور كبير لا يزال متفاعل مع الحملات التقليدية وفي نفس الوقت هناك جمهور كبير يتفاعل مع الحملات الرقمية ، وهنا نقف على عتبة سؤال مهم ؟ كيف يمكننا من الوصول الى الجمهور ؟
وبهذا فاننا سوف نضطر الى المزج في الحملات الترويجية للشركات والعلامات التجارية ونتوحد في رؤية تسويقية جديدة تسمى النموذج الهجين في التسويق (هايبرد موديل) .

فقد ظلت الفعاليات والمعارض التقليدية شائعة بسبب الفرص الكبيرة التي توفرها لاصحاب الفعاليات ولكن مع التطور التكنولوجي يجب المزج فيما بينهم بحيث يتم توفير نفس الفرص للمعرض والفعالية وتوفير نفس الامكانيات التي يقدمها المعرض التقليدي بشكل تكنولوجي فعلى سبيل المثال كنا ننفق في السابق ملايين الدولارات في دبي او الرياض من اجل جذب عشرة الاف شخص اثنى عشر الف شخص مع تغطية اعلامية لهم ، لكننا اليوم بامكاننا ان نقوم بهذا العمل ونجذب اضعاف هذا الرقم بكثير ومع تغطية اعلامية كبيرة بسعر اقل نظرا لمحاكاتنا للمعارض التقليدية بشكل تكنولوجي، وهذا يزيد بشكل مباشر من التفاعل بين الشركات واصحاب العلامات التجارية والجمهور المستهدف في جميع انحاء العالم .
ولان هذا التوجه بات ناجحا وعمليا اكثر بدى العالم يتجه اليه ، فقد قام اشهر برنامج المواهب في اميركا (اميركا اوف تالنت ) اختباراتها للمتقدمين بشكل مختلف ، حيث يتواجد الحكام الذين يجرون الاختبارات في منصة افتراضية بالاضافة الى تواجد الجمهور ومشاركون في جميع انحاء العالم عبر المنصة الافتراضية ، حيث زاد الاقبال عليه بشكل كبير ولافت ولاقى استحسانا وانتشارا كبيرا في جميع انحاء العالم فعدد الجمهور زاد مئات المرات وبشكل غير محدود للحضور ومنح الفرصة للمتسابقين في جميع انحاء العالم المشاركة في دون الحاجة الى التواجد في مكان الحقيقي في اميركا .
بالاضافة الى ان من خلال هذا التوجه يمكننا فهم سلوك العميل والحضور فهو امر غاية الاهمية للمختصين والمسوقين في قطاع الفعاليات والمعارض حيث تلعب البيانات دورا رئيسيا في بلورة فهم سلوك العميل او الجمهور لتقديم تصور معين للعملاء والشركات من خلال معلوماتهم ، فالفعاليات التقليدية تبقي العميل والجمهور مبهمين ومجهولين ،لكن من خلال الفعاليات التكنولوجية يمكننا جمع معلومات الحضور والزوار وذلك من خلال تسجيلهم لحضور الفعالية و مراقبة سلوكهم داخل الحدث الافتراضي ودراسته لتوفر عنصر مراقبة سلوك الجمهور وانطباعاته وابداء ارائه .
فعلى سبيل المثال ، إذا كانت إحدى شركات الإلكترونيات تطلق منتجًا جديدًا على منصة افتراضية ، فستتمكن المنصة من قياس مدى واقبال الجمهور عليه وتفاعلهم مع المنتج او العلامة التجارية المدعومة بأحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للمنتج بالاضافة الى توفر تكنولوجيا استشعار المشاعر ( ردود الافعال )، وما إلى ذلك لفهم كيفية تفاعل الجمهور مع المنتج ، و العلامة التجارية ورصد الردود عليها . بينما عند إطلاق المنتج المباشر بشكله التقليدي سيكون هناك أشخاص حقيقيون على الأرض للتفاعل مع العملاء ، وفهم ما يبحثون عنه وتقديم المنتج لهم وشرحه ميزاته بالشكل التقليدي

اهلا بكم في المعايير الجديدة لعالم تنظيم الفعاليات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى